من عصور الغرام القديمة

انا فتاة
ابلغ من العمر عشرين عاما
كنت وحيدة امى وابى
اللذان توفيان بالكوليرا تلك التى اصبت قريتى
فر الجميع من القرية هربا من هذا الوباء
وهربت انا الاخرى الى كوخ صغير وجدته بجانب تلك الغابة
اعيش على فاكهة الاشجار وطيور وارانب الغابة
قبيل غروب الشمس بسويعات قليل
تركت كوخى الصغير
واتجهت الى الغابة التى تبعد عنه بعدة كيلو مترات
باحثةً عن احدى اشجار الفاكهة
صعدت الشجرة والتقطت بضع ثمرات
ثم نزلت رويدا رويدا
لكن قدمى خانتنى
فسقطت ارضا
شعرت بألم شديد فى كاحلى
لكننى مضطرة الى السير قبل ان يغيم علىّ الليل
بذئابه وكلابه وظلامه الحالك
ظللت اجر قدمى المصابة
واخيرا وصلت
ربطت قدمى ببعض القماش القديم
لكن لا فائدة لن يزول ذلك الالم بسهولة
وبعد ان حل الليل
سمعت صوتا
انه صوت فتح باب كوخى
كنت وضعت خلفه قشا كثيرا
لأمنع دص الحشرات والفئران من تحته
شخص ما يدفع الباب بقوة
واخيرا نجح فى الدص
ارتعد جسدى كله
وخفت ان يكون لصا او قاتلا
ما الذى يدفع شخص للاتيان ليلا الى كوخ يقع على بعد امتار قليلة من غابة موحشة
كنت قد اضأت شمعة فى الحجرة التى اجلس فيها
رأيت ظلا طويلا يقترب من باب الحجرة
التصقت بالجدار وكأننى ارد ان اختبئ بداخله
لكن أنّى لى هذا
دخل شاب طويل فوجئ بوجودى
فقال بغلظة
من انتى
رددت وانا ارتجف
من انت
فقال لى انا صاحب هذا الكوخ فمن انت
فرددت
وانا ايضا صاحبته
ألا ترى
فقال يافتاة انتى من بنيتيه؟
قلت لا
قال انا من بنيته
وتركته لمدة عام لأعود فأجد من يسكنه غيرى اخرجى من هنا
فوجئت من رده وقلت
انا من قرية الكوليرا
ليس لى منزلا غير هذا
انت هكذا تقول لى نامى فى الغابة
رد الشاب وقد علا وجهه الشفقة رغم انه لم يزل مقطبا جبينه
حسنا نامى هنا الليلة لكن فى الغد ابحثى عن مكان اخر
لم انم ليلتى هذه فقد كاد رأسى يقف عن التفكير
اين اذهب الان
ثم خطرت على بالى فكرة
سأبنى كوخا انا الاخرى بجوار هذا الكوخ ما الذى يمنعنى
وعندما حل الصباح
خرجت من عند هذا الشاب
وذهبت للغابة لأعد الخشب والقش اللازمين لبناء الكوخ
وعندما عدت رأنى الشاب فقال بغلظة ايضا
ماذا تفعلين
قلت ابنى كوخا هل لك ان تساعدنى اذا سمحت
قال بغضب
اذهبى من هنا يا امرأة لن تبنى شيئا هنا هذه ارضى
قلت له كل هذه المساحة الشاسعة ارضك ؟
انت كاذب
احمرت عيناه وجرّنى من ذراعى قائلا
اذهبى من هنا قبل ان اقتلك
قلت
ماذا؟
اهذا هو السبب الذى جعلك تعيش بعيدا عن الناس
انت قاتل؟
لم ادرك مدى الحماقة التى تكلمت بها الا بعد ان انتهيت من كلامى
فوجدته فجأة يقول:
سطحية للغاية
سأسمح لكى ببناء كوخك لكن ابتعدى عن كوخى على الاقل
كيلومترا
قلت له
لكننى فرحت جدا بقدومك لعلك تدفع عنى الذئاب التى يعلو عوائها فى الليل
تغير وجهه من العبوس الى الاندهاش ثم ابتسم وقال
حسنا ابنيه بجوار كوخى
ثم عاد لغضبه وجنونه قائلا
لكن لا تخبرى احدا بانى اسكن هنا اتفهمين
قلت له حسنا لن اخبر احد
هل لك ان تساعدنى على البناء الان
لم يرد علىّ وذهب الى الغابة
ثم عاد حاملا اخشابا كثيرة وجذوع اشجار ضخمة على كتفه
وشرع فى بناء الكوخ
وانتهى من بنائه خلال سويعات قليلة
لم اصدق لقد اصبح لدى كوخ
وايضا
بطل قوى وشجاع
بجوارى